كان الشهر الماضي كابوسا بالنسبة إلى المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين، ومن ضمنهم كبار السن.
قُتل نحو 1,400 شخص وأخِذ أكثر من 240 كرهائن في إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، بحسب الحكومة الإسرائيلية. أفاد مشروع "أولد لايفز ماتر" (Old Lives Matter) الذي أطلقته جامعة حيفا، أن أكثر من 110 أشخاص من كبار السن قُتلوا خلال الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول. نجا آخرون من الهجوم لكنهم خسروا أفراد من عائلاتهم أو مقدمي رعاية.
رغم الإفراج عن نوريت كوبر (79 عاما) ويوشيفيد ليفشيتز (85 عاما) في 23 أكتوبر/تشرين الأول، لا تزال المجموعات الفلسطينية المسلحة تحتجز رهائن آخرين من كبار السن، منهم ناجون من الهولوكوست، وأشخاص لديهم بالخرف، وناشطون من أجل السلام.
ثمة 35 شخصا من كبار السن محتجزون رهائن أو مفقودون، وفق "منصة أهالي الرهائن والمفقودين". بينما تطالب "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" بشكل حثيث بالسماح لها بالوصول إلى الرهائن، وهو أمر يسمح لها القانون الدولي به، فإن الأشخاص الذين يحتاجون أدوية ورعاية قد لا يحصلون عليها.
أخذ الرهائن والقتل المتعمد لمدنيين إسرائيليين على يد حماس وجماعات مسلحة أخرى هما جريمتا حرب.
لم يُستثنَ كبار في غزة أيضا. بحسب وزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 10 آلاف فلسطيني في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، بينهم 667 من كبار السن. أمرت السلطات الإسرائيلية أكثر من مليون شخص بإخلاء شمال غزة، وسط القصف المتواصل الذي حول أحياء برمتها إلى ركام. لكن بالنسبة إلى الكثير من كبار السن، الإخلاء مستحيل. أولئك الذين يهربون يواجهون صعوبات خاصة، بما في ذلك صعوبة الحصول على الأدوية.
العقاب الجماعي الذي تفرضه إسرائيل على سكان غزة، عبر قطع الغذاء، والمياه، والكهرباء، والوقود، والمنع المتعمد لدخول المساعدات الإنسانية، وهي جرائم حرب، تزيد من صعوبة الوضع المزري أصلا، بالنسبة إلى كبار السن العالقين داخل القطاع.
الحصار غير القانوني الذي تفرضه إسرائيل على غزة، كجزء من الفصل العنصري والاضطهاد وهما جريمتان ضد الإنسانية التين ترتكبهما إسرائيل بحق الفلسطينيين، أضر بكبار السن كثيرا. في 2021، وجدت "هيلب آيج إنترناشونال" (HelpAge International) أن 80% من المستطلَعين في غزة يحتاجون إلى دعم طبي، و78% يشعرون بالقلق معظم الوقت أو طوال الوقت.
يضمن القانون الإنساني الدولي احتراما وحماية خاصين للمدنيين الكبار في السن، الذين قد يتعرضون أكثر للإصابات وسوء المعاملة خلال النزاعات المسلحة. على أطراف النزاع أن تعمل على نقل كبار السن بأمان خارج المناطق المحاصَرة أو المطوَّقة.
على حماس و"الجهاد الإسلامي" الإفراج فورا عن جميع المحتجزين المدنيين، ومن ضمنهم الرهائن كبار السن، وعلى إسرائيل أن توقف الهجمات غير القانونية، وإعادة إمدادات المياه والكهرباء، والسماح بدخول الوقود والغذاء والأدوية التي تمس الحاجة إليها في غزة.